بقلم ا,د محمد عوض محمد سالم
نائب رئيس جامعة لحج للشؤون الأكاديمية
يتميز العالم الحديث بديناميكات سريعة للعمليات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتكنولوجية وغيرها من العمليات على النطاق العالمي مثل العولمة والمنافسة الشديدة بين المؤسسات، وكل هذه المؤشرات والتغييرات اثرت على أدوار ووظائف الجامعات تجاه أفراد المجتمع الإنساني.
حيث تتم عملية التزواج والتوائم بين الانسان والآلة لإتاحة وكشف إمكانيات جديدة – تمكن الانسان من استغلال إمكانات التقنيات الرقمية والبيانات الشخصية والمحتوى المفتوح لهذا العالم المتصل عالمياً والمغذي بالتكنولوجيا ،من أجل وضع استراتيجيات لمستقبل التعليم مدى الحياة على ان تبدأ من مراحل التعليم في الطفولة وصولاً الى التعليم المستمر حتى يتمكن الفرد من لعب دور أفضل في المجتمع. ولهذا كان من المؤمل عليه ان يتعين على الجامعات الحكومية الواقعة في محافظات سيطرة الشرعية أن تتلمس تغيير نفسها جوهرياً من أجل عملية التكيف مع تلك المتغيرات المتسارعة.
وبما أن بلادنا جزء لا يتجزأ من هذا العالم- ولها مؤسساتها التعليمية العليا المنتشرة في ربوع الوطن- الا ان المعضلة الحقيقية التي تعاني منها الجامعات الحكومية في البلاد هو عدم قدرتها على لعب دور المنافسة الجامعية – ليس على مستوى العالم الأكثر تطوراً بل حتى على مستوى الجامعات في دول الجوار كالجامعات السعودية والاماراتية والعمانية والقطرية والكويتية والاردنية….
ومعلوم أن ازدهار ونجاح الجامعات يكمن في تحقيق أهدافها وظائفها – وهذا يتوقف على دور الإدارة الجامعية الذي يجب ان تلعبه حيث تعد المحرك الأساسي والمسئول عن التغيير وتحسين مستوى الأداء في مؤسسة الجامعة بكل مكوناتها وعناصرها المادية والبشرية.
ولكي تقوم الإدارة الجامعية بدورها المنوط بها لابد من الحد من المعوقات والتحديات التي تواجهها والتي تقف حائلاً امام عملية تحولها نحو نموذج جامعات رائدة تتمكن من أداء دورها ووظيفتها العلمية والأكاديمية.
وتبرز جلياً أغلب تلك المعوقات والتحديات في غياب التمويل وحوكمته و طبيعة التخطيط الاستراتيجي وغيابة والهياكل التنظيمية العمودية في الجامعات لمؤسسات التعليم العالي وماله علاقة بالعناصر المادية والبنية التحتية التكنولوجية ومنها ما يرتبط بالكادر البشري واحتياجاته المختلفة.
ان تلك المعوقات المتمثلة كذلك في ضعف البنية التحتية وعدم توفر المبان والقاعات الدراسية والمختبرات العلمية والمكتبات التقليدية والرقمية الكافية وأيضا البيروقراطية في الإجراءات الإدارية والمالية وقلة التمويل وضعفه إضافة الى قلة الوعي المجتمعي بأهمية ودور الجامعة وقلة الكوادر البشرية الإدارية المحترفة والتدريسية المؤهلة تاهيلاً علمياً أصيلا ومدربة على تكنولوجيا العصر الرقمي القادرة والمستعدة لاستخدام تطبيقاتها في العمليات الإدارية والتدريسية والبحثية ، والتركيز على مستوى التحصيل العلمي عال المستوى للمستفيدين من الطلاب ،باعتباره مقياس النجاح الوحيد وانعدام توافر المناخ التنظيمي الداعم والمشجع لعمليات البحث والابداع والابتكار في الجامعات الحكومية.
لذلك نجزم القول ان الجامعات الحكومية المنتشرة في محافظات البلاد تحتاج الى توافر وتكامل العديد من المتطلبات التنظيمية والإدارية والبشرية والمالية التي من شأنها ان تسهم في تحقيق ورسم الخطط والرؤى التنموية وكذا تحقيق الأهداف المستقبلية لها.
وهنا نجدها فرصة طيبة ومناسبة لانتهاز فرصة وجود فخامة الأخ رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ورفاقه أعضاء مجلس القيادة – والاخ رئيس الحكومة د. احمد عوض بن مبارك ورفاقه أعضاء مجلس الوزراء في العاصمة عدن لكي نرفع لهم هذه المناشدة الصادقة والحريصة ان يلتفتوا للجامعات الحكومية ومنحها ما تستحق من اهتمام ودعم نظير أدوارها التنويرية في محاربة الجهل والتخلف الاجتماعي، فغياب الاهتمام والرعاية للجامعات وكادرها التدريسي والوظيفي من اجنده الحكومة – امر يبعث على الحيرة – واعرف ان هناك من سيتذرع بالحرب والوضع الاقتصادي للبلاد وهذا أمر معروف – والمعروف أيضا أن هناك أمولاً طائلة تصرف ويغيب عنها نصيب الجامعات منها، ولذا فالجامعات اليمنية الحكومية تنادي وتناشد القيادة السياسية والحكومية بضرورة الاهتمام والرعاية ومعالجة المشاكل والمعوقات التي تواجهها وتعيقها عن تحقيق أهدافها ووظائفها – والله من وراء القصد
وعيد مبارك وكل عام وانتم بخير