صبيحة يوم الاثنين الموافق 4 مارس 2024 م لم يكن يوماً عادياً مثل بقية الأيام السابقة، وإنما أعتقد أنه كان يومياً استثنائياً ومميزاً في مسيرة ونشاط وعمل جامعة لحج.
كان أعضاء مجلس الجامعة يتوافدون إلى قاعة المجلس المباركة، ويستعدون لعقد دورتهم الثانية لشهر فبراير، وإذا بنا ومن شباك قاعة الاجتماعات نرى موكباً متواضعاً يدلف نحو مبنى رئاسة الجامعة، وماهي إلا برهة من الوقت شوهد الأخ المناضل والقائد العسكري الجسور اللواء الركن أحمد عبدالله تركي محافظ محافظة لحج رئيس المجلس المحلي قائد اللواء السابع عشر مشاة يترجل من سيارته حينها أيقنا أنه قادم إلينا، فنهض الأستاذ الدكتور أحمد مهدي فضيل معالي رئيس الجامعة ومعه النواب مسرعين نحو بوابة مبنى رئاسة الجامعة لاستقبال ضيف الجامعة.
لقد كانت هذه اللحظات بالنسبة لرئاسة الجامعة خصوصاً وأعضاء المجلس بشكل عام لحظات استثنائية ممزوجة بالفخر والاعتزاز بوصول الأخ المحافظ خاصة وزيارته كانت في لحظة وتوقيت مهم، حيث كان يستعد المجلس لعقد اجتماعه الدوري.
إن هذه الزيارة واللفتة الكريمة من سعادة الأخ المحافظ أتت في وقتها المناسب لأنها أضفت إلى اجتماع المجلس زخماً ودلالات خاصة، ترأس خلالها الأخ المحافظ القسم الأول من اجتماع المجلس، واكتسب خلاها الاجتماع أهمية خاصة من خلال الكلمة الضافية والتوجيهات السديدة التي تكرم بها، لقد كان صادقاً شفافاً صريحاً واضحاً حازماً في كل ما ورد في طي خطابه إلى المجلس.
إن مجلس جامعة لحج يختص برسم السياسات العامة للجامعة بما يحقق رفع مستوى التعليم والبحث العلمي والتأهيل والتدريب وتلبية احتياجات التنمية الشاملة وخدمة المجتمع في البلاد، ويضع الأسس التربوية التي يجب أن تتضمنها مناهج وأنشطة الجامعة بما ينسجم مع العقيدة والشريعة الإسلامية.
ولهذا كانت مشاركة الأخ المحافظ قد وضعت النقاط على الحروف من خلال التوجيهات اللازمة التي تزود بها المجلس لنشاطه خلال المرحلة المقبلة من عمله.
حيث افتتح اجتماع المجلس بعد أن تبادل الأخ المحافظ أطراف الحديث مع رئاسة الجامعة وأعضاء المجلس بكلمة ترحيبية من معالي رئيس الجامعة باعتباره الراعي الأول لهذا الصرح العلمي المشيد حديثاً على مستوى محافظة لحج.
وقد استعرض الأخ رئيس الجامعة في مستهل الاجتماع لمحة موجزة حول مجمل النجاحات المحققة خلال العامين المنصرمين من عمر الجامعة، وأطلع الأخ المحافظ على معاناة ونواقص واحتياجات الجامعة العاجلة منها والآجلة، في حين كان الأخ المحافظ يستمع ويدون في مذكرته بكل اهتمام ورحابة صدر القائد الملم بكل شجون وهموم الجامعة بغرض تقديم الحلول والمعالجات الممكنة لاستمرار الدور المنوط بها في خدمة التعليم لأبناء المحافظة، واستمع أيضاً إلى ملاحظات وتعليقات نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات ومدراء المراكز العلمية حول طبيعة سير الأداء التعليمي والأكاديمي، وبعد أن أدلى الجميع بدلوهم وحانت اللحظة التي كان ينتظرها أعضاء المجلس للاستماع إلى الكلمة والتوجيهات من قبل الأخ سعادة المحافظ
قائلا: “تغمرني السعادة وأنا مع هذه الكوكبة من الدكاترة والعمداء وقيادة الجامعة ويشرفني أن احضر معكم وأشارككم اجتماعكم هذا، والذي من خلاله نؤكد للجميع ليس على مستوى الجامعة فقط بل على مستوى المحافظة أننا معكم ومع دعم الجامعة الكامل”.
وقال أن هذا الصرح العلمي تراهن عليه المحافظة بمديريتها تزويد أبناءها من الشباب والشابات بالمعارف العلمية والثقافية والمهنية ونشر العلم والمعرفة جنباً إلى جنب مع بقية مؤسسات التعليم العالي في ربوع الوطن.
مؤكداً في الوقت نفسه أنه بالرغم من التباينات في وجهات النظر حول تطوير الجامعة إلا أن السلطة المحلية لن تتخلى عن هذا الصرح العلمي وستواصل دعمها بحسب ظروفها وإمكاناتها المتاحة، ولفت نظر أعضاء المجلس أن محافظة لحج مختلفة عن بعض خواتها من المحافظات الجنوبية الغنية بالموارد، وأن المحافظة لديها موارد محدودة ولكن في المقابل لديها رصيد من التضحيات والبطولات غير المحدودة.
مشيراً بأن محافظة لحج لديها العنصر البشري وهو رأس المال ومفتاح التنمية، وطالما والكوادر البشرية متوفرة والهمم عالية والإرادة فولاذية مطمئناً الجميع أن جامعة لحج ماضية في طريقها إلى النجاح رغم شح الإمكانيات وقلة الأموال في الوقت الراهن في ظل الظروف التي تمر بها البلاد غير الخافية على أحد.
وبشر الأخ المحافظ أن مستقبل محافظة لحج واعد جداً وفيها الكثير من كنوز الخير الوفيرة وأرضها وبحرها حبلى بخيرات كثيرة، وأردف قائلاً: “عندما ذهبنا بعزيمة وإصرار لاستخراج قرار التأسيس من رئاسة الجمهورية لم نطلب أي شيء إلى جانب القرار ولكننا استطعنا وبتعاون الجميع توفير المبنى الإداري للجامعة الذي تمارس قيادة الجامعة نشاطها من ثناياه في إدارة شؤون هذا الصرح العلمي”.
كما أكد الأخ المحافظ في سياق كلمته أن لدى السلطة المحلية إصرار وعزيمة للبحث المستمر لمنح الجامعة تسهيلات لتشييد بنيتها التحتية كمباني الكليات والمكتبة المركزي، مؤكداً على مواصلة طرق أبواب قيادة الدولة لدعم بنية الجامعة الوليدة.
لقد أكد ان هذا الحلم الذي ظل يراود أبناء محافظة لحج لسنوات طوال أصبح اليوم واقعاً وحقيقة ملموسة يستفيد منها أبناء مديريات المحافظة جوارها الجغرافي.
وفي ختام توجهاته الرشيدة حث رئاسة الجامعة أعضاء المجلس وعمداء الكليات ورؤساء الاقسام العلمية وكل منتسبي الجامعة العمل بروح مخلصة لإعلاء شأن هذه المؤسسة التعليمية الواعدة، مؤكداً أن دور القائد مهما عظم إلا أنه يتراجع إذا لم يمتلك جيشاً من الجنود البواسل لا يعرفون الهزيمة والتراجع والانسحاب مهما كانت التضحيات وسيكون عندها حتماٌ النصر حليفهم.
قال تعالى: كذلك یَضرِبُ ٱللَّهُ ٱلحَقَّ وَٱلبَـٰطِلَ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَیَذهَبُ جُفَاۤء وَأَمَّا مَا یَنفَعُ الناس فَیَمكُثُ فِی ٱلأَرضِ كذلك یَضرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمثَالَ
[ سورة الرعد ١٧]
أ.د. محمد عوض محمد سالم
نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية